في مقابلة ستنشر في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، أعلن سافايا بوضوح أن “أولويته في العراق هي إذابة فصائل المقاومة العراقية المسلحة”، في إشارة إلى توجهٍ أكثر حدة من الإدارات الأمريكية السابقة.

26 أكتوبر 2025 - 11:05

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ لم يكد اسم مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، يخرج إلى العلن حتى تحولت تصريحاته إلى محور نقاش سياسي وأمني متوتر. 

وفي مقابلة ستنشر في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، أعلن سافايا بوضوح أن “أولويته في العراق هي إذابة فصائل المقاومة العراقية المسلحة”، في إشارة إلى توجهٍ أكثر حدة من الإدارات الأمريكية السابقة.

تصريحات أخرى للمبعوث الأمريكي كشفت عن نبرة هجومية مقرونة بوعد بإعادة تشكيل العلاقة بين بغداد وواشنطن، قائلاً: “سنعمل مع كل الأطراف العراقية لضمان عراق قوي يمكنه أن يكون شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة بعيداً عن الصراعات الإقليمية”، وزعم مضيفاً “أريد أن أجعل العراق عظيماً مرة أخرى، وصفحة جديدة من التعاون بدأت بالفعل”.

وجاء الرد سريعاً من الداخل العراقي، حيث أكد مصدر مقرب من الفصائل أن الثوابت لن تتغير سواء حضر ممثل ترامب أو غاب، مشدداً على أن قرارات الفصائل تنبع من المصلحة الوطنية العراقية أولاً. 

وقال المصدر إن الفصائل لا تعير أهمية للتقارير الغربية أو الأمريكية، التي تتضمن في الغالب رسائل مبرمجة أو مبالغات تهدف إلى تشويه صورتها أمام الرأي العام، مضيفاً أن هذه الفصائل تعمل بتنسيق مستمر مع الحكومة العراقية ولا توجد خلافات جوهرية بينها.

وأوضح المصدر أن "سلاح الفصائل هو سلاح العراقيين لردع أي عدوان داخلي أو خارجي، ولا يمكن القبول بأن يُقرّر مصيره طرف أجنبي".

ولافت إلى أن "هذا السلاح سطر أروع التضحيات منذ مواجهة الاحتلال وطرده وصولاً إلى مواجهة المتطرفين وتحرير المدن". 

واختتم بالقول إن "الفصائل تمثل جزءاً من روح هذا الشعب، ولا يمكن أن تُنتزع هذه الروح بقرارات أو إرادات أجنبية".

وتصريحات سافايا تعكس تحوّلاً في السياسة الأمريكية تجاه العراق، لكنها تفتح في الوقت ذاته باباً لصدام محتمل مع الفصائل والقوى التي تمسك بملفات الأمن والاقتصاد والسياسة. 

فواشنطن، التي انسحبت مراراً ثم عادت بطرق جديدة، تراهن هذه المرة على وجه محلي من أصول عراقية يحمل خطاباً أمريكياً صارماً، فيما تستعد الفصائل لمرحلة ترى فيها أن الدفاع عن الذات قد يبدأ سياسياً وينتهي ميدانياً.

ويرى مراقبون أن ما بين وعود “العراق العظيم” وشعار “إذابة الفصائل”، تتضح ملامح صراع جديد يعيد واشنطن إلى بغداد ولكن بشروط أكثر حدّة. فالعراق، الذي يحاول منذ سنوات استعادة توازنه بين الشرق والغرب، يبدو مقبلاً على فصل جديد من لعبة النفوذ، عنوانها الأبرز: من يملك القرار في بلاد تتقاطع فوقها المصالح الإقليمية والدولية.

...............

انتهاء / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha